مرصد الأحداث
مجتمع

امام شبابيك مغلقة وفي سهرة استثنائية:نجاح تاريخي للنجمة لطيفة العرفاوي في قرطاج

في سهرة 25 جويلية 2025، تحوّل المسرح الأثري بقرطاج إلى معبد للحب والوفاء، حين اعتلت النجمة التونسية والعربية لطيفة العرفاوي الركح، محتفية بعيد الجمهورية في ليلة تُكتب بالتاريخ الفني للمهرجان. كان العرض مزدوج البعد: احتفالًا وطنياً وفنياً، رسمت خلاله لطيفة صورة فنية متكاملة جمعت بين الغناء، الرقص، التكنولوجيا، والانتماء.
عودة إلى الجذور… بنكهة الحداثة

أطلّت لطيفة على جمهورها التونسي بإطلالة أنيقة وراقية، عكست النضج الفني والتألق المستمر. افتتحت السهرة بأغنية “الحومة العربي”، في تحية مباشرة للهوية الشعبية التونسية، قبل أن تنطلق في أداء مجموعة من أشهر أغانيها التي تعود إلى مراحل مختلفة من مسيرتها:”ياسيدي مسي”، بأدائها الإيقاعي الساحر واصلت الغناء وقدمت “بالعربي”، و”نحبك”، التي غنتها بعاطفة عالية، فجعلت الجمهور يرددها معها.و”لما يجيبوا سيرتك”، التي حملت لمسة حنين وأداءً صوتيًا متميز.

و”Sory”، و”حبك هادي” و**”أهيم بتونس الخضراء”…وكل أغنية كانت مشهداً، وكل مشهد كان ملحمة صغيرة…. لطيفة كانت مروفقة بفرقة موسيقية ضمت خيرة وافضل العازفين بقيادة المايسترو يوسف بلهاني.
لوحات راقصة بتوقيع سهام بلخوجة: الجسد يحاور الصوت
ما ميز السهرة أيضًا هو التكامل البصري الحركي، حيث أبدعت مجموعة سهام بلخوجة في تقديم لوحات راقصة مصممة بدقة، ارتكزت على المزج بين الرقص الكلاسيكي والموروث الحركي التونسي. جسّدت الرقصات القصص التي كانت تغنيها لطيفة، فحوّلت المسرح إلى شاشة حيّة تنبض بالإبداع والرمزية.
قيادة موسيقية وازنة: يوسف بلهاني والفرقة الوطنية للموسيقى
العرض حمل توقيعًا موسيقيًا أنيقًا، بقيادة المايسترو يوسف بلهاني، الذي أحسن توزيع الأغاني وتكييفها للعرض الحي، مما أضفى أبعادًا أوركسترالية عميقة على أغاني لطيفة. وكانت الفرقة الوطنية للموسيقى في قمة انسجامها، ما منح السهرة طابعًا احترافيًا عالي المستوى.

تقنيات ركحية متطورة: حين يلتقي الفن بالتكنولوجيا

لعل من أبرز ما ميز هذه السهرة هو اعتماد أحدث تقنيات الإضاءة والتصوير والعرض الرقمي ثلاثي الأبعاد. تم استخدام شاشات ضخمة، ومؤثرات بصرية بتقنية LED mapping، مما خلق بيئة ركحية ديناميكية كانت تتفاعل مع الغناء والرقص، فحوّلت المسرح إلى فضاء فني متعدد الأبعاد.

سهرة تاريخية أمام شبابيك مغلقة

لطيفة قدمت سهرة تاريخية وامام شبابيك مغلقة
حيث امتلأت مدارج قرطاج بجمهور متنوع الأعمار والاهتمامات، من تونس وخارجها. لم يكن الحضور فقط لإحياء ذكرى وطنية، بل أيضًا للاحتفاء بفنانة تعتبر سفيرة تونس في العالم العربي.

سهرة لطيفة بين الحنين والرؤية المعاصرة

العرض لم يكن مجرد “كوكتيل أغاني”، بل رحلة فنية تتجاوز حدود الحنين إلى بناء رؤية معاصرة للغناء العربي والتونسي. لطيفة لم تكتف بإرضاء جمهورها بل سعت لخلق عرض بمواصفات عالمية، يستحق أرشفة تلفزية وفنية ضمن ذاكرة مهرجان قرطاج.

عندما تتحوّل السهرة إلى “بيان فني” لتونس

بكل المعاني، سهرة لطيفة العرفاوي في قرطاج كانت أكثر من مجرد حفل موسيقي. كانت رسالة حب لتونس، وإعادة تأكيد على قدرة الفن التونسي على المنافسة، التأثير، والإبهار. هي لحظة مفصلية تكرس مكانة لطيفة كأيقونة فنية قادرة على صناعة التاريخ في كل إطلالة.

ويكفي أنها قدمت عرضًا لا ينسى… أمام شبابيك مغلقة.

صور:حسان فرحات

اقرأ أيضا

مواطن تونسي :”خذيتها مطلقة وأنا عازب شواتني.. 4 سنين تخون فيا”

(بداية من اليوم)- إنطلاق قبول مطالب القروض من CNSS

قصة التونسي «عبد اللطيف»..الذي توفي في جناح للأمراض النفسية بعد الاحتجاز في مركز الترحيل بروما