اعتبر الأخصائي النفسي طارق السعيدي اليوم الأحد أن تحميل مسؤوليات متأقلمة مع سن الطفل وقدراته منذ الصغر يساهم في تطوير شخصية سوية مضيفا أنه يجب عدم تلبية جميع رغبات الطفل لأن الحرمان ضروري حتى يتعلم مجاراة انفعالاته وإحساسه بالإحباط.
وأضاف طارق السعيدي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أنه يجب العمل على تلبية الاحتياجات النفسية للطفل دون إفراط حتى لا يفرز ذلك شخصية هشة غير قادرة على التأقلم الاجتماعي وتقبل الإحباط.
وبيّن أن من وسائل التربية السليمة للطفل هو تحفيزه في اطار العائلة منذ نطقه كلماته الأولى على التعبير واستخدام آليات التواصل التي تتأقلم مع سنه
لافتا الى أن قلة التواصل تؤدي الى الانفجار وتكوين شخصية هشة لا تتحمل ضغوطات الحياة في المستقبل وتتوفر بها أرضية ملائمة للاضطراب النفسي حسب تقديره.
وشدد السعيدي على أن فترة الطفولة هي من أكثر الفترات الحساسة وأهمها في تحديد ملامح الشخصية وسماتها من خلال الملاحظة والاستبطان الواعي واللاواعي للأشياء المحيطة معتبرا أن عديد الأولياء غير قادرين على فهم مراحل نمو الطفل.
وذكر أن من بين العوامل المؤدية الى السلوكات المحفوفة بالمخاطر لدى الطفل هي الفقر والتهميش والإقصاء والعنصرية، معتبرا أن عقول اللأطفال مشبعة بالضغوطات بسبب قلة الأنشطة في الفضاءات المفتوحة والخضراء والتلوث الكيميائي والبصري والسمعي الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى نفسية مهيأة لتطوير اضطرابات نفسية في المستقبل حسب تقديره.
وأكّد على ضرورة وضع الحدود بطريقة سلسة مبنية على التواصل الايجابي بعيدا عن كل أشكال العنف وتوفير مناخ ملائم للطفل ينبني على القيم الكونية وآليات التواصل والتعبير والتفهم حتى يتفادى جنوحه نحو سلوكات محفوفة بالمخاطر.
وشدّد على ضرورة ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية في المؤسسات التربوية التي تساهم في تنمية المهارات وبناء فكر واع وحتى تكون المدرسة فضاء جاذب.