بقلم الاستاذ: عادل الصندي
ما حصل مساء 25جويلية 2021 و ما سبقه صباحا من مظاهرات لكنس المنظومة التي فقّرت الشعب وأذلته مقابل استكراشها و استعمارها للدولة كان يمكن أن يكون منطلقا لثورة حقيقية على الفقر و المحاباة و الرشوة و الفساد .
حيث خرج التونسيون مهللون فرحون ومساندون مساندة كلية لقرارات الرئيس سعيد بحل الحكومة و تجميد البرلمان .كما لاقت هذه القرارات ترحيبا دوليا سرعان ما بدأ في الخفوت لعدّة اعتبارات هي ذاتها التي استغلها خصوم الرئيس للتمرّد عن هذه القرارات وماكان يمكن لهم ذلك لو بقيت هاته القرارات محافظة على دعمها الشعبي الكامل ولو أعقبتها الاجراءات الاقتصادية و الاجتماعية التي ينتظرها الشعب وأهمهما حفظ كرامة المواطن و ضمان عيشه الكريم بأقل الأسعار.
اليوم بعد تسعة أشهر من القرارات التاريخية التي وحدّت التونسيين ومع تفاقم الازمة الاقتصادية وتوسع رقعة الفقر و غلاء الاسعار لم تعد هاته القرارات وهي السياسية بامتياز ترضي طموح التونسيين بل أن الاخطر أن المقارنات بدأت توضع بين وضع التونسيين المعيشي قبل وبعد 25جويلية والارقام مع الاسف تميل لفترة ما قبل 25جويلية.
هاته النقطة بالذات ومع تأخر القرارات الاقتصادية و الاجتماعية كما أشرنا استغلّها خصوم الرئيس وتوحدوا متجاوزين خصوماتهم لاحراج السلطة الحاكمة و للعودة الى الحكم من بوابة المتاجرة بآلام التونسيين .
وبعد الحدث الخطير الذي انجر عنه حل البرلمان حينما اجتمع مجلس نواب الشعب –رغم التجميد- و أصدروا قرارا بإبطال الفترة الاستثنائية وما انجر عنها من قرارات .بدأ الحديث عن تكوين حكومة انقاذ موازية للحكومة الرسمية تجمع كل الفرقاء السياسيين الذين وحّدهم الرئيس دون أن يشعر .
واليزم أصبح الحديث أكثر تداوالا عن تكوين جبهة للخلاص الوطني وقد عقدوا أول اجتماع لهم بمدينة سوسة نهاية الأسبوع و يستعدون لعقد ندوة صحفية و الاعلان الرسمي عن تكوّنهم كهيكل غاب عنه التونسيون بمشاغلهم الاقتصادية وفقرهم ويبدو أنه مهمته سيساسية بامتياز تهدف الى اعادة التموقع و العودة الى الحكم ليس الا.
نحن اليوم أمام وضع درامي سيزداد سوء مع الايام مالم تتحرك الرئاسة و الحكومة لاستعادة ثقة الجماهير التي خرجت مهللة و فرحة باجرائات 25جويلية و ساندت لأشهر الرئيس في كل قراراته دون نقاش.
و اليوم الشعب التونسي يجد نفسه أمام مفترق طرق ونحن نقول أنه كلما تأخّرت قرارات الرئيس الاقتصادية و الاجتماعية الشعبية كلمّا تكالب عنه الخصوم .
previous post
next post