مرصد الأحداث
الوطنية

من هو “سيدي محرز” : الوليّ الصالح الذي يتردّد عليه التونسيين

لا يكاد يدور حديث في أوساطنا التونسيّة، وبخاصّة عند الشدائد والمصاعب، دون الإشارة إلى بركة الأولياء الصّالحين، واعتقاد الناس في دور هذه البركة ومساهمتها في رضا الله ووضع المسلمين في حمايته عزّ وجلّ، وفي كنف رسوله صلّى الله عليه وسلّم. ولا يخفى ٲنّ لسيدي محرز في مدينة تونس منزلة خاصّة ضمن الصّالحين المعتقدين، فهو يلقّب ب”سلطان المدينة”.

عاش محرز بن خلف في ما بين 413 – 342ه / 953 – 1022م ، و اشتهر في عصره بدوره في مقاومة أنصار الدّولة الصنهاجيّة المتمذهبين في بداية عهدهم بمذهب الشيعة الفاطميّة. أما مكانته و شهرته كوليّ صالح يُتبرّك به، فقد ظهرت في القرن 13 للميلاد، و هو عصر شهدت فيه الٲقطار الإسلامية نزعة الاعتقاد في الٲولياء و كراماتهم والتبرّك بهم.

و بالرغم من وجود أولياء آخرين من الصالحين و الصالحات تفتخر بهم مدينة تونس، فقد كان سيدي محرز، و لم يزل، يحظى بمكانة خاصّة لدى ٲهالي العاصمة لانفراده، في عاش نظرهم، بصفات وكرامات معيّنة. فهو الحامي لمدينتهم وأبنائها من جور الظالمين. و 

من ٲهمّ الكرامات المنسوبة إلى الشّيخ محرز و الدّالة على اعتقاد الناس في قدرة الٲولياء على حماية المسلمين و لو بعد وفاة هؤلاء الصّالحين، تلك التي ذكرها المؤرّخ ابن أبي دينار في القرن السابع عشر، و هي التي تتعلّق بدور سيدي محرز في قرار السلطان سليم العثماني بإنقاذ تونس من الاحتلال الإسباني بإرسال أسطول حربي بقيادة سنان باشا. وممّا يتميّز به سيدي محرز عن بقيّة الٲولياء مكانته لدى يهود الحاضرة وما وردت عنهم من المعتقدات المتعلقة. 

أمّا لقب “سلطان المدينة”، فالظاهر أنّه جاء في عصر متأخر نسبيّا و لعلّه العصر التركي. وربّما أراد أهالي تونس بذلك أن يعربوا، في ظرف سياسي اتصف بهيمنة سلطات دخيلة كالباشاوات و الدايات و الجيش التركي، عن اعتقادهم ٲنّ الحامي الٲوّل للمدينة هو ٲحد أبنائها، محرز بن خلف، بفضل بركته و كراماته و التوسّل به إلى الله و رسوله في قضاء الحاجات و تفريج الكرب.

يقع مقام سيدي محرز، والذي كان في الأصل منزله ومكانا لتعليم الأهالي للقرآن، وأصول الدين، في باب سويقة وسط المدينة العتيقة بالعاصمة تونس،  وهو محاطا بأسواق متعددة تنبعث منها روائح البخور والعطور والحناء.

كان السلاطين الحفصيون يجلونه ويقدرونه وسعوا إلى نيل بركته ويستشيروه في أمور تخص الدولة وأهالي البلاد.

وشيّدت زاويته بأمر من الأمير أبي عمر وعثمان الحفصي في القرن الـ15 ميلادي وأعاد محمد الصادق باي بناءها سنة 1862م.

عند الدخول إلى مقام “سيدي محرز”، يعترضك فناء تليه قاعة فيها قبّة محمولة على جذوع تحوي بئر مياه مباركة.

اقرأ أيضا

لطفي زيتون و الشاهد و القروي في باريس..الاسباب

زكرياء بوقيرة: حل وحيد أمامنا قبل وقوع الكارثة!

وزير التربية:قريبا إعلان نتائج التحقيق في أخطاء كتاب الفرنسية