تستقبل وزارة العدل سنويًا مئات الطلبات لتغيير الأسماء أو الألقاب، وتختلف أسباب كلّ راغب في تغيير لقبه أو اسمه، أهمّها الحرج والسخرية التي تسببها لهم أسماؤهم أو ألقابهم، خاصة تلك التي يحمل بعضها دلالات عنصرية أو مستلهمة من كنية ساخرة ومضحكة أو صفة بشعة مثل “عبعوب” و “البوجادي” و”المزطول”.
تغيير الأسماء أو الألقاب ليس بالظاهرة الجديدة في تونس بل بدأت منذ الخمسينيات عندما أمر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بتسوية الحالة المدنية لكلّ شخص لا يحمل لقبًا وفق القانون عدد 53 لسنة 1959 المؤرخ في 26 ماي 1959 والقاضي بأن يكون لكل تونسي لقب عائلي وجوبًا. وأُحدثت للغرض لجنة محلية بكل معتمدية للبت في مسألة التصريحات وإسناد لقب عائلي لكل شخص غير مصرّح بلقبه، إذ لم يصبح اللقب العائلي وجوبيًا إلا بعد الاستقلال.
أساس الألقاب.. عروشية وسخرية :
عدًا عن مشكل غياب الألقاب، عمدت الإدارة الاستعمارية إلى جعل اسم الأب لقبًا فيلصق مثلًا بمن اسمه “سالم بن محمد” لقب “بن محمد”، واضطرت الإدارة الاستعمارية إلى تدارك الأمر بإصدار منشور في جوان 1925 يحثّ الراغبين في تثبيت ألقابهم على التوجه بمطالب في الغرض إلى المراقب المدني.
وكان يوجد في المدن الكبرى بالخصوص ارتباط تاريخي متين بالسلطة المركزية وتنظيماتها الإدارية، فكان لكلّ عائلة تقريبًا لقبها الثابت المعروف خاصة في تونس العاصمة. وقد جرت العادة على أن يكون الاسم أو اللقب مستمدًا أحيانًا من السلالة العرقية، أو المنحدر الجهوي مثل “التونسي”، و”الباجي”، و”الدزيري” و”الطرابلسي” و”الكافي”